الأربعاء، 12 ديسمبر 2012

الحب بأنغام الوتر






 هنا اشعر بالارتياح في هذه الحاره الصغيره البعيده عن كل شيء لا يوجد لدينا حاكم او مختار فكل شخص مسؤول عن نفسه والجميع يحترم الجميع فلا حاجه لمنظم الامن فنحن جميعنا هنا نشعر بالامان معاً.
قبل حوالي اربع سنوات عندما كنت قد بلغت ال 17 من عمري وبعد جهد طويل اقنعت ابي اخيرا بأن العزف على الجيتار وهو شيء جميل ويمكنني ان اتعلمه دون ان يؤثر ذلك على دروسي فهو همه الوحيد في اموري الخاصه ان لا اتوقف عن الدراسه وان اصبح طبيبه ليكون له فخراً بالجلوس بيــن رفاقه والتحدث عن ابنته الطبيبه صفاء المخارزي , الاهم من ذلك انني استطعت ان اقنعه باني سأشترك في دورة لتعليم العزف على الجيتار.
ادخلني ابي الى مؤسسه موسيقيه ذات تكلفه باهضة الثمن وخاصة التعليم ومتميزه جدا, كان يومي الاول هو مع بداية الاسبوع وكان ذلك يوم احد في الفرصه الصيفيه فعلا بدأت اليوم الاول فذهبت مباشرةً الى غرفة المدير ومن هناك اصطحبني الى الغرفة التي سأتعلم فيها ليعرفني على الاستاذ الذي سيعلمني كيفية العزف , فعلا دخلنا غرفة التعليم كان فيها شاب في 26  من عمره تقريبا من العمر عرفني على نفسه وقال لي انه بدأ بتعلم الموسيقى منذ كانت في عمر ال16 كان يبدو لطيفاً وكان اسمر يتحلى بجمال عربي على دقنه بضعة شعيرات ناعمه جميله عيناه عسليتان وكان طويل القامه , تركنا المدير معاً في الغرفة وقد كانت الغرفة مليئه بألات الجيتار بجميع الالوان طلب مني ان التقط اي واحده اشعر انها ابنتي , تعجبت من حديثه جداً وقلت له : ابنتي ؟ فقال : نعم , اختر الذي تشعرين اتجاهها بحب فأخترت جيتار باللون الاسود ليست كبيرة الحجم وليست صغيره جدا قال لي : اعزفي ,قلت له : كيف وانا اتيت هنا لتعلم العزف , قال : حاولي ان تعزفي بأي طريقه , فقط امسكي الجيتار واعزفي بحرية وكأنكي في غرفة لوحدكي , فعلاً بدأت بالعزف ولكن كان العزف مقطع جدا بعد قليل اوقفني وقال لي انها بداية لا بأس بها كأول مره تعزفين على جيتار بعد ذلك طلب مني ان اغمض عيناي ففعلت وقال لي انه سيبدأ بالعزف وانه عندما يبدأ العزف يجب ان احرك يداي بتناسق مع الموسيقى فعلا بدأت احرك يداي فبدأ يقول بصوت عالي يعلو الموسيقى : تناسق اكثر ,انسجام اكثر ,أُشعر بالموسيقى اكثر فعلا بدأت اشعر بالموسيقى واصبحت يداي تتراقص مع النغمات  اوقف الموسيقى وقال لي : رائع من الان فصاعد كل مره سنتعلمين درسا للعزف سنبدأه بهذه الطريق واريدك دائما ان تشعري بالموسيقى عندما تعزف ومن ثم بدأ يعلمني عن يد الجيتار وعن منسقات الاوتار وعن الاوتار من ثم طلب مني ان امسك الجيتار وعلمني الطريقه الصحيحه لذلك وبدأ بتعليمي الخطوات لذلك , وبعد ساعه ونصف انتهى الدرس الاول .
وقفت انتظر  سيارة تاكسي بجانب المؤسسه فمر بجانبي استاذ العزف خالد  وسألني  من اين طريقكي فاخبرته فقال لي انه بنفس طريقه وطلب مني ان اصعد فصعدت واخبرني انه سيقلني كل يوم الا اذا كان لديه التزامات فشكرته بلطف وابتسامه رقيقه تتربع شفتاي تحدثنا قليلا واخبرني بأنه ليس متزوج وطلب مني رقم الهاتف كنت اشعر نفسي مهتمه له ومعجب به لا اعرف اذا كان هذا الشعور لمجرد انه عازف ولانه سيعلمني شيئاً لطالما احببت تعلمه .
كانت الايام معه تمر بسرعه وقد كان يتصل ويحادثني على الهاتف دائما ويهتم لأمري وتعلمت الموسيقى معه بسرعه وبعد فترة من تعلم الموسيقى جئت متأخر نصف ساعه عن الدرس وحين دخلت الصف بدأ الاستاذ خالد يصرخ معلناً غضبه الشديد  وقد تضايقت من صراخه بالرغم من اني كنت اشعر انه يصرخ لانه قلقٌ علي وليس لتأخري وقد ابديت حزني منه طلب مني ان اغمض عيناي لكي احرك يداي مع الموسيقى فأغمضت عيناي وبدأت احرك يداي ولكن احسست ان يداي متشنجه من الغضب فلامس ذراعي وانا مغمض العينان وقال لي اشعري بالموسيقى بهدوء ليس بغضب وبدأت قشعريره تسري في ذراعي وشعرت برأسه يقترب مني ذراعي حينها شعرت بلمسته ولكني احسستها وشعرت بها كما يشعر هو بدواخله كان شعورا رائعا جدا وددت ان امسك به للابد ثم ففتحت عيناي وابعدت ذراعي وقد اصبح قلبي يخفق بسرعه واكملنا باقي الدرس بهدوء دون كلام وعند انتهاء الدرس قررت الهروب لكي لا اعود الى البيت بسيارته وحاولت ان ابحث عن تاكسي بسرعه الا انه اوقف سيارته جانبي وطلب مني ان اصعد فصعدت بهدوء وبقيت صامته فأوصلتنا السياره الى بحر فدهشت انا جدا وقد كان قد مضى على غروب الشمس ساعه فنزل هو من السياره وبقيت انا داخلها  فجاء وفتح باب السياره وطلب مني ان انزل ففعلت ومشيت الى جانبه كان زوار هذا الشاطئ قلة لهيجان بحره فمشي هو ومشيت الى جانبه وشعرت برغبته بالاقتراب مني وبعد فترة قصيرة نظر الي فأحسست انني يجب ان انير امام عيناه الامل فتبسمت له ففرح جدا وكان قلبي ينبض بسرعه وبعد ان فعلت ذلك امسك يدي فقدمت له اياها دون معارضه شعرت معه بالامان فوضعت راسي على كتفه وبعد ذلك امسك يدي وسحبني بقوة وصار يركض وانا اركض معه وبدأنا بالضحك وعدنا الى السيارة واخذني الى البيت الذي يسكن فيه كنت اشعر بالخوف قليلاً لكنه مسك يدي وازال الخوف من داخلي وجلب الجيتار وقال لي انه سيعزف وانا ارقص على عزفه  وافقته وبدأت ارقص على عزفه فوضع الجيتار جانبا ووقف الى جانبي وطلب مني ان ارقص معه ورقصنا معا حينها شعرت بالحب تجاهه وزادت سعادتي كلما اشاهده ويكون بجنبي وبعدها  طلب مني ان ان اظل بجانبه  وان لا ادعه  وكانه يحسس بي   .
بقيت عنده تلك الليلة وتبادلنا الاحاديث وذكريات الطفويله  ثم فتح لي خزانته الممتلئه بالذكريات كنت اري شخثيته في كل قطعه وكل رداء مازلت حتي اذكر رائحت الاشياء اخبرني بأنه يحبني واشعرني انني بمأمن معه كنت في كل يوم  استيقظت على صوته واغفو ليلا بصوته .
وعدت بعدها الي البيت واتصل ليطمئن علي عدة مرات.
-: مرحبا
-: اهلا صفاء
-: كيفك يا صفصف ؟
-: هههه صفصف منيحا انت كيفك ؟
-: انا منيح لانك منيحا:-
-: اسمع !
-: نعم؟
-: شو كنت بدي احكي 
-: احكي خالد شو في ؟
-:بتعرف قديش حاسس حالي بحبكي 
-:مممممممم قديش؟
-: قد البحر وسمكاتو وقد الليل ونجماتو
-: هههههههه 
-:طب شو رأيك تيجي نتمشي شو علي البحر ونشم شويت هوا  
-:عنجد؟ ايمتا ؟ يا ريت 
-:اوكي حضري حالك بكرا 
-: عنجد ولا عم تمزح ؟
-: وحياة عيونك
سررت جدا بهذا الطلب وسريعا ما بدأت افكر في ماذا ارتدي وافرغت خزانتي بااكملها وانا افحتار وارتدي ثم اخترت زيا جميلا جدا كنت قد لبسته في عيد ميلادي بعدها ذهب لاغفو وانام واسال نفسي متي ياتي الصباح ثم اتذكره واراجع نفسي عن ما ساقوله في الغد  وذهب اللي كله  وانا افكر وابتسامتي وشعوري بحبه يزيد   تقابلنا بعدها في الغد وقد كانت الاجواء خلابه جدا وفي قمة الرومانسيه وقد التقطت العديد من الصورة بمصورتي الخاصه وكانت بعض الصور وهو يمسك بيدي وبحدثني ويهمس لي باذني  كنت اشعر بالسعاده كلما اقترب ربما لاني لم احسس بذلك الامان من قبل او ربما لانه اول شعور لي في الحب 

 ومرت الساعات وكان الحب يزداد ويزداد ويصل ذروته وقمته 
وبعد سنه من الحب والغزل والليالي الطويله بدأت اشعر ان شيء يزعج خالد ولكنه كان دائما يقول لا شيء ولكنه دائما كان يتحدث عن صديقه فلان الذي تزوج  واصبح لديه طفل وصديقه فلان الذي خطب بنت فلان وهكذا 
وكان يخبرني ايضا ان امه بدأت تطلب منه الزواج  وفي يوم قال لي انه يجب ان نتحدث وفعلا ذهبنا الى الشاطئ الذي اعتدنا الذهاب اليه وقال لي
-:صفااء انا بدي ياكي تكوني جنبي دايما بس انا كتير عم انضغط من قبل اهلي  وعم احس انو الكل بطالبني انو لتزوج بنت عمي 
-: اوكي
-:انا شرحت لاهلي اني بدي ياكي بس ابوي اتفق مع عمي واداه كلمتو 
-: اوكي
:- يعني انا بدي انو اتزوج وبنفس الوقت ما اخسر حبك شو بقدر اعمل؟
وقفت وقد كنت اجلس على صخره كبيره الى جانبه ونظرت اليه وقلت له بقسوه : اتعرف اليوم عرفت انك شخص اناني تريد ان تكسب الحب وتريد ان تكسب حب اهلك واحترامهم وتريد ان تكسب بنت عمك وعمك , ولكن لا انا لن ابقى مع شخص اناني مثلك وبدأت دموعي تنهمر وتنزل مدراراً على خداي وصرت اركض ووصلت الشارع وصعدت في احد التكاسي وعدت الى البيت اعتقدت انه سيكلمني وسيراضيني كعادته الا انه لم يفعل وكنت ابكي دائما واحن اليه كثيرا ولكن كبريائي كان اقوى من عاطفتي ولم اتصل فيه ابدا وبعد شهور سمعت عن خبر زفافه من احد تلميذات الصف التي كنت ادرس معهن في معهد الموسيقى فقد كان الخبر لي كالصعقه جعلني ازداد كئابة وسوء الا انني قاومت الايام وبعد ثلاث سنين اصبحت عازفه جيتار محترفه جدا وحضرت لحفله موسيقيه رائعه للعازفين الشباب والبنات الموهوبيين  ودعوه عليها الاستاذ خالد 
ولكن قبل اسبوع من الحفلة دخل اخي الى غرفتي وهو غاضب فقلت له : شو في ؟ فصفعني كف وكانت في يده مصورتي الخاصه فعرفت انه راى صوري مع خالد فسقطت ارضاً واخذت بالبكاء فلم يبالي اخي واخبر ابي بهذا وانا بدوري اعترفت له بذلك , اما ابي فأقام الارض ولم يقعدها وكنت في هذه الايام ضعيفه جدا فكنت محبوسه داخل غرفتي وعند اقل كلمة اطالب فيها بتحرري كنت احصل على ما يشبعني من العنف والاذى من والدي وفي يوم الحفلة قررت اني  سأذهب واعزف بالحفله فهربت من البيت وركضت وسابقت الوقت حتى وصلت الى الحفله ووقفت على خشبة المسرح وانا الهث وبدأت اعزف , كنت اعزف كالفراشه , فراشه تتراقص باجنحه منكسره وبعد ان انهيت العزف صفق الجمهور بحرارة وجاء طفله صغير ه تبلغ من العمر 3 سنوات واعتلت الخشبه وقدمت لي باقه من الزهور فتبسمت لها وسألتها بفرح ومداعبة
-: شو اسمك يا شطوره ؟
-:فقال انا اسمي صفاء وبيقولولي صفصف
فنظرت الى الخلف واذ بخالد وزوجته يمشيان معا فحملت هي الطفله الصغيره اما هو فصافحني وقال لي  : لقد ابدعتي
فهززت راسي وقلت له : الله يجبر بخاطرك وسرت وانا انظر الى الارض واردد في داخلي :- الله يجبر بخاطرك , الله يجبر بخاطرك

وها انا ذا قررت ان ابتعد عن الجميع وان الجىء لهذه الحاره 

اهلا وسهلا فيكم نورتولي بيتي 
 وهاي حكايتي من توته توته لخلصت الحتوته
ومن طقطق لسلام عليكم 
:)

تأليف : سيد شلبي



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

مدونة سيد شلبي Template by Ipietoon Cute Blog Design